سلم الكمال الروحي

 

  سلم الكمال الروحي

 الأربعاء ٢٤ ت٢/ نوفمبر ٢٠١٠

دوّني هذا ، يا ابنتي الغالية . إنّ الإيمان يهجر بها تلاميذي الأكثر تقوى ، في الوقت الذي لا يتوقعون فيه ذلك . إنه لأمر ضروري ، لأنه يختبر إيمانهم ، بحيث أنهم يرجعون إلى قلبي ، بقوة أكثر من ذي قبل بسبب الخبرة التي إكتسبوها . لا تخافوا ، إنني أسمح ُ لأبنائي بأن يجتازوا هذه المحنة لكي يصبحوا أكثر قوة .

يا أولادي ، إنه ليس من السهل أن تحافظوا على إيمانكم بي ، بسبب وجود العديد من العقبات ، التي تقف في وجه تفانيكم و إخلاصكم . ستشعرون من وقت إلى آخر ، بشعور تام من الفراغ في نفوسكم . قد يترككم ذلك في حالة من التخبط لأنكم ستشعرون بأنكم وحيدون ، بدون وجود لعكاز تتئكون عليه .

إلى تلاميذي المؤمنين ، يجب أن تفهموا التالي . إنني ، و بالرغم من العزلة التي قد تختبرونها ، لستُ بعيدا ً عنكم ابدا ً . إنّ كل هذه الأحداث لها هدف واحد و هو تقوية إيمانكم ، بمثل هذه الطريقة ، و للحرص على أن تتقدموا نحوي خطوات قليلة في كل مرة . هذا ما يُسمى بسلّم الكمال الروحي ، الذي هو السماء . إنه سلّم طويل ، و قد يستغرق الأمر وقتا ً طويلا ً جدا ً للوصول إلى الدرجات العليا . كل درجة يمكنها أن تمثل إنكشافا ً جديدا ً للدروس التي يجب ان تختبروها قبل بلوغكم إلى النِعَم التي تحتاجونها ، لكي ترفعوا نفوسكم إلى الكمال الروحي المطلوب لدخول فردوس أبي .

كلما صعدتم درجة ، يتحقق وعيا ً جدا ً و هو ما أتوقعه منكم . قد يكون صعبا ً في بعض الأحيان ، و قد يبدو غير عادل في أحيان أخرى . لكن لكل درجة تصعدونها ، ستصبحون أكثر حذاقة في فهم حقيقة تعاليمي .

البعض يتسلق هذه الدرجات بسرعة ، البعض الآخر يأخذ وقته . البعض من تلاميذي المتفانين قد يفقدون الشجاعة و يتراجعون إلى الوراء خطوة ، إثنتين او ثلاث في وقت واحد . إنّ هذا الأمر طبيعي . الآخرون الذين يتقدمون بسرعة كبيرة ، يكسبون ثقة من شأنها أن تجعلهم يظنون بأنهم يفهمون بكل المسائل الروحية . لكن هذه هي طريقة المُخادع ، لجعلكم تصدّقون و تقبلون هذه الثقة الكاذبة .

إنّ جميع العطايا المُغدَقة عليكم ، لا يمكنها ان تأتي سوى مني أنا . إنها ممنوحة لكم ، يا تلاميذي المؤمنين ،  بحبي اللامحدود تجاهكم . ينبغي ألا ّ تفترضوا أبداً  بأنكم تحققون كل ذلك لأن إيمانكم قوي . نعم ، قد يكون إيمانكم قويا ً بسبب قلوبكم الرقيقة . و مع ذلك ، هذه ايضا ً هي عطية مني . عليكم ان تكونوا متواضعين في حبكم لي لكي تتمكنوا من بلوغ الدرجة الأعلى . قوموا بإظهار الفضيلة كل حين.

إظهِروا ثقتكم بإيمانكم ، عبر كل الوسائل ، فهذا يسرّني . لكن لا تسقطوا ابدا ً في فخ الإعتقاد بأنكم تعرفون بشكل كامل أسرار العالم الإلهي . إنكم كبشر مولودين بالخطيئة الأصلية ، فإن الوقت وحده  كفيل بكشف كل هذه الأسرار لكم .

 يا أولادي ، إسعوا دوما ً لقبول كل شيء ، حتى المحن التي قد أرسلها لكم ، كهِبة مني . إن كل عطايايّ مُغدقة  لتجعلكم أقوى في حبكم لي . إنني فخور جدا ً بجميع أبنائي ، الذين يؤمنون بي و يقدّمون لي كل إجلال و إحترام . لكي أتمكن من رفعكم إلى المجد الكامل لفردوس ابي ، عليكم أن تتطلعوا إلى مجد الإتحاد الكامل بي .

إنّ القيام بذلك، يا ابنائي ، يستغرق بعض الوقت و يتطلب صبرا ً ، قبل ان تتخلوا ، بإستسلام كلي ، عن نفوسكم لي . ما إنْ يحصل ذلك حتى تصبحوا جزءا ً من جسدي السري إلى الأبد .

إستسلموا ، يا أولادي ، لحبي الصافي المطلق ، و لن يكون عليكم ان تنظروا إلى الوراء ابدا ً أو أن تخافوا ، لأنكم ستكونون بأمان في ذراعيّ .

إبقوا أقوياء ، يا ابنائي المُخلصين ، حتى في وجه العوائق ، لأنني لن أتخلى أبدا ً عن تلاميذي الأحباء الأوفياء .

مُخلصكم الحبيب

يسوع المسيح